توفي الخميس المفكر الإيراني داريوش شايغان عن عمر 83 عاما في العاصمة الإيرانية طهران بعد شهرين من المعاناة مع المرض في أحد المستشفيات نتيجة إصابته بجلطة دماغية. ورغم رحيله جسدا يبقى فكر شايغان علامة بارزة في تاريخ الفكر العالمي، خاصة في نقده للمنظومة الدينية والهيمنة الغربية والأيديولوجيا بأنواعها.
ظل هاجس شايغان الذي غادرنا جسداً وبقيَ فكره ينهش بقايا الوعي الأيديولوجي الزائف، ليُحيله نسجا لمعرفة تواصلية لا تفقد أنسنتها وانفتاحها على الغير بوصفه "الذات عينها كآخر" بعبارة ريكور، ولا تغيب أنسنتنا التي زرعناها أفقاً للترحاب والتواصل المعرفي إلَا حينما نُغيب عقولنا، لنجعلها غائرة في اللاتاريخي الذي بهيامنا به وعشقنا لسحره إنما نصنع بأيدينا "أطرنا الفكرية المُنغلقة" لإدامة عُزلتنا عن الآخر، الذي كُنا نحن في عصورنا الذهبية مُنفتحين على نتاجه الثقافي الثري وتصييره لتنشيط العقل الفلسفي والعلمي في تاريخنا الديني والفكري المنتصر.